Friday, November 30, 2018

‪[أروع ما رأيت وقرأت] *لن أرثي الكاتب الكبير حنا مينة، فهو اليوم...‬

‫طوق الياسمين‬‎ shared a post with أروع ما رأيت وقرأت
‫طوق الياسمين‬‎ shared ‫طوق الياسمين‬‎'s post with you.
‫طوق الياسمين‬‎:

لن أرثي الكاتب الكبير حنا مينة، فهو اليوم في غنى عمّا نكتبه عنه. سأكتفي بالامتنان له لأنه أسدى لي نصيحة اكتشف بحدسه أنني كنت أحتاجها. قال لي: «تعلّمي أن تدلّلي نفسك ولا تحبي أحداً أكثر منها.. أنا ما أحببت في حياتي ولم يحدث لامرأة أن أبكتني.. الذي يحب أقل هو الأقوى!».

لدهشتي، ما أخذت يومها نصيحته مأخذ الجد، فقد كنت أنتمي لفصيلة العشاق الذين لا يعترفون بغير الإغداق مذهباً، إلى أن غيّرت الخيبات عقيدتي العاطفية. فهل تأخر الوقت لأطالب بعيد للأنانية، يومٌ نحب فيه أنفسنا، ندلّلها، نواعدها على فنجان قهوة في مكان جميل، نهديها ما كُنّا نبخل به على أنفسنا ونغدق به على الآخرين؟ عيد لحب الذات، نحتفي فيه بنعمة أننا لا نعشق أحداً، ولا ننتظر أحداً، وليس في إمكان أحد إذن أن يعذبنا ويعبث بمزاجنا، وبصحتنا، وبمسار حياتنا، فيبكينا ويسعدنا متى شاء، فقط لأنه.. «حبيبنا».

غالباً تمرّ سنتان وأكثر، قبل أن نعيد النظر في التسميات، على طريقة ليلى مراد في أغنيتها الخالدة «سنتين وأنا حايل فيك ودموع العين تناديك / يا سبب تعذيبي وبالاسم حبيبي».
ذلك أن الحبيب الذي يُبكيك، والذي ليس معنياً بوجعك، ولا بالزمن الأنثويّ الثمين الذي أهدرتِ نصفه في حبه، والنصف الآخر في انتظاره، هو بالاسم حبيبك.. لكنه قد لا يكون من نصيبك، وقد يتردد في منحك اسمه، لأنه يخاف امرأة تحبه أكثر ممّا تحب نفسها، إنها تبدو له استحواذية، وغير سويّة، ولعلّه على حق!

علينا أن نكفّ عن تقبّل فكرة «التضحية» التي تربينا عليها منذ الصغر. فليس مقدّراً علينا أن ندللّ الآخرين على حساب أنفسنا، وأن نجد أعذاراً لمن أخطأ في حقنا، وأن نعيش مرعوبين خشية أننا إن خسرنا «مُعذبنا» لن نعثر على غيره حبيباً. لنطمئن، بلى سنعثر على غيره مُعذباً، ما دمنا من يشجع الحبيب على أن يتجبّر ويتعنتر!

في الواقع، لا يكمن العيب في الرجل، بل في الحب نفسه. صدق كاظم الساهر حين غنى «يضرب الحب شو بيذل». فحتى مَن يكابر ويصون عزة نفسه في حضرة الحبيب، ما يكاد يخلو بنفسه ليلاً حتى ينهار صموده ويُذل دمعه.. «إذا الليل أضناني بسطت يد الهوى / وأذللت دمعاً من خلائقه الكبرُ»، قال ابن زيدون الذي لم يحتفظ التاريخ إلا بذكرى عذابه بسبب عشقه لولادة.

يبكي العاشق عندما لا يجد امتناناً ولا عرفاناً من حبيب لا يضاهيه كرماً ووفاءً. يصدمه نكران الحبيب لتضحياته. في الواقع الحب يُرينا الأمور حسب مقاييسه الظالمة غالباً، فلا عدل في أحكامه. كثيراً ما يموت الحب الكبير صغيراً، لأسباب واهية لا توجد مآخذها سوى في مخيلة العشاق.

عندما تُحزننا وحدتنا لنتذكّر، بأن في الوحدة مكاسب قد يأخذها منا الحب. فالحب مجازفة عاطفية احتمال الخسارة فيها كبير، لأنه مراهنة عمياء على العواطف. ألم يقل برناردشو «تعرف أنك عاشق عندما تبدأ في التصرف ضدّ مصلحتك الشخصية»؟ ذلك أننا نحب الآخر على حساب وقتنا، وصحتنا، ونجاحاتنا، ومكاسبنا، لاعتقادنا بأن الحب هو المكسب الكبير في حياتنا. الحقيقة أن وحده الحب الحقيقي والكبير، يرفض معادلة الخسارة هذه، لأنه موجود في حياتنا كقيمة مضافة، لا ليبني مجده على خساراتنا.
قليل من الأنانية أيها العشاق.. فما لا نهبه لأنفسنا لا يهبنا إياه أحد!



المتألقة في سماء الإبداع حبيبتي وأستاذتي :
✒السيدة أحلام مستغانمي🌹





طوق الياسمين "الشامية♡الحلبية"

#وداعا_تشرين٢🌹
#اضمم_أوجاعنا_انكساراتنا_ونكباتنا_ثم_ارحل_بهم_بعيدا... #ارحل_بهم_إلى_حيث_لا_عودة👋

#Goodbye_November🌹
I_will_miss_you🌹

image not displayed

View post
You can change notification settings for this community using preferences.
Mute ‫طوق الياسمين‬‎ to stop receiving notifications from her. This notification was sent to sanaa.ahardane@gmail.com. Go to your notification delivery settings to update your address. Unsubscribe from these emails.
Google LLC, 1600 Amphitheatre Pkwy, Mountain View, CA 94043 USA

No comments:

Post a Comment